أخبار مصر

مرقص باشا حنا يعود إلى الواجهة: كيف أنقذ وزير مصري كنوز توت عنخ آمون قبل قرن؟

بينما تتجه أنظار العالم إلى المتحف المصري الكبير في لحظةٍ تُعيد مصر إلى قلب الذاكرة الحضارية، عاد اسم مرقص باشا حنا ليتصدر حديث الإعلام ومواقع التواصل. لم يكن مجرد وزير في حكومة عشرينيات القرن الماضي، بل كان الرجل الذي حمى مقبرة توت عنخ آمون من أطماع المستعمرين، عندما كانت القرارات تُكتب تحت ضغط الاحتلال.

كيف ظهر اسمه مجددًا؟

خلال مراسم افتتاح المتحف المصري الكبير، استعرضت وزارة السياحة والآثار قصص الشخصيات التي أسهمت في حماية التراث المصري. وعند ذكر مرقص باشا حنا، تحوّل الفضول الشعبي إلى بحث رقمي واسع حوله.

رجل دولة وقف في وجه النفوذ البريطاني

في عام 1924، وبينما كانت مصر تحت الاحتلال البريطاني، أصدر مرقص باشا حنا وكان وقتها وزيراً للأشغال قرارًا تاريخيًا بوقف دخول البعثات الأجنبية إلى مقبرة توت عنخ آمون حتى يتم توثيقها بإشراف مصري كامل.

لم يكن القرار مجرد “إجراء إداري”، بل رسالة سياسية قوية بأن الإرث الفرعوني ملك المصريين، لا غنيمة لغيرهم.
المؤرخون يرون أن هذا القرار ساهم في ولادة الوعي الوطني بحماية الآثار، وهو نفس المفهوم الذي يُجسده المتحف المصري الكبير اليوم.

لماذا تهم قصته الآن؟

تقول خبيرة التراث الدكتورة “مي عبد الرازق” في تصريحات خاصة لـ مصر الحرة:

ما فعله مرقص باشا حنا لم يكن مجرد حماية مقبرة، بل كان إعلانًا مبكرًا عن سيادة ثقافية في زمن الاحتلال. هذه الفلسفة هي ما نحتاجه اليوم ونحن نواجه موجة التزييف الرقمي للمحتوى التاريخي.

الاهتمام الحالي بشخصيته لا يأتي من الحنين للماضي فقط، بل من الحاجة إلى نماذج قيادية تربط الأصالة بالمستقبل، في وقت تسعى فيه مصر لتقديم تراثها للعالم بطريقة عصرية قائمة على التقنية والتوثيق العلمي.

دروس معاصرة من تجربة مرقص باشا حنا

التحدي في زمنهالقرار الذي اتخذهالدرس المستفاد اليوم
نفوذ الاحتلال على إدارة الآثارغلق المقبرة وإسناد الإشراف للبعثة المصريةالسيادة الثقافية تبدأ من القرار المحلي
ضعف الوعي العام بقيمة التراثحملة إعلامية وبرلمانية للدفاع عن الآثارأهمية دور الإعلام في حماية الهوية
محاولات التهريب والتملك غير المشروعتشديد الرقابة القانونية على المواقع الأثريةضرورة تحديث تشريعات حماية التراث

من المقبرة إلى المتحف

كما وقف مرقص باشا حنا لحماية مقبرة فرعونية قبل قرن، تقف اليوم فرق مصرية لحماية هوية رقمية وتراث بصري داخل المتحف المصري الكبير.

إنها قصة متصلة: من قرار وزاري شجاع إلى مشروع وطني بحجم المتحف، يجمع بين الحجارة القديمة والذكاء الاصطناعي في حفظ التاريخ.

اسم مرقص باشا حنا ليس مجرد ذكرى في احتفالية. إنه رمز لمرحلة يتقاطع فيها التاريخ مع المستقبل، حين يصبح القرار الوطني أساساً لحماية الذاكرة المصرية، تماماً كما هو أساس لبناء الثقة في الحاضر.

Ahmed Abdelbaset

محرر لدى موقع مصر الحرة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى