مأساة إلكترونية في العراق.. مراهق يقود لاعبي Roblox نحو الانتحار

تفاجأت الأوساط الأمنية والإعلامية في العراق مؤخرًا بقضية صادمة تتعلق بألعاب الفيديو والإنترنت، حيث تُظهر عددًا من التقارير أن مراهقًا عراقياً متهمًا بتحريض نحو 30 طفلًا ومراهقًا على إنهاء حياتهم عبر لعبة روبلوكس. هذا الحدث يفتح نقاشًا حول مخاطر التواصل الرقمي بلا رقابة وخطر المنصّات المفتوحة على سلامة الأطفال.
ما هي تفاصيل الحادثة؟
وفقًا لبيان صادر عن وزارة الداخلية العراقية، فقد قامت السلطات باعتقال مراهق يبلغ من العمر 14 عامًا، لقيادته شبكة افتراضية تعمل داخل لعبة Roblox، استدرج من خلالها ضحايا من عدة دول عربية، ووجّه إليهم “تحديات” دُفع من خلالها البعض إلى إيذاء أنفسهم أو الانتحار.
المتهم أنشأ ما لا يقل عن 16 شبكة أو مجموعة تفاعلت داخل اللعبة.
الضحايا تواصلوا معه عبر اللعبة، ثم توسّع الأمر إلى أشكال من العنف الذاتي مثل كتابة أسمائهم بدماءهم أو حرق حيوانات قبل الانتحار.
القضية جاءت بعد أن قرّرت الحكومة العراقيّة حظر لعبة Roblox رسميًا بحجة “المخاطر الاجتماعية والأمنية” المرتبطة بها.
ما الأسباب والعوامل التي أدّت إلى هذه الكارثة؟
سهولة التواصل داخل اللعبة: لعبة Roblox تتيح للاعبين من مختلف الأعمار التواصل عبر الدردشة أو الانضمام لمجموعات مفتوحة، ما يُشكّل نقطة ضعف عندما يستخدمها مراهق أو بالغ لاستقطاب ضحايا.
ضعف الرقابة الأبوية والفردية: غياب إشراف الأهل أو مراقبة نشاط الأبناء أو ضعف إعدادات الخصوصية فتح المجال لاستغلال الأطفال.

غياب الوعي الرقمي: كثير من الأطفال والمراهقين لا يعرفون كيفية التصرّف في حال تعرضوا لممارسات مسيئة داخل اللعبة أو في تواصلهم مع أشخاص مجهولين.
منحنى التطور من “تحدي بسيط” إلى “خطر الانتحار”: كما في ظواهر سابقة (مثل “تحدي الحوت الأزرق”)، يبدأ الأمر بتحديات بسيطة ثم يتصاعد حتى مراحل خطيرة، وهذا تمّ رصده في التحقيقات العراقية.
ما الإجراءات التي اتخذتها السلطات؟
السلطات العراقية أوقفت اللعبة في البلاد رسميًا وأعلنت حظرها بعد أن وجدت أنها “تشكل تهديداً للقيم الاجتماعية وسلامة الأطفال”.
افتُتح تحقيق جنائي مع المراهق المتورّط ومع الشبكة التي قادها، وتمّ التنبيه على الأهالي بضرورة متابعة نشاط أبنائهم الرقمي.
الجهات المعنيّة دعت إلى “توخّي الحذر الشديد” في استخدام التطبيقات والألعاب التي تتيح تواصلًا مباشرًا دون رقابة.
ماذا على الأهل والمستخدمين أن يفعلوا؟

التأكد من إعدادات الخصوصية في أي لعبة أو منصة: من يمكنه مراسلة الطفل؟ من يمكنه الدخول إلى غرفته؟
مراقبة النشاط الرقمي للأطفال والمراهقين: ليس فقط من حيث مدة الاستخدام، بل طبيعة التفاعل أيضاً.
التحدث مع الأبناء بصراحة عن مخاطر الإنترنت: أن يَعلم الطفل أن بطلب مساعدة هو أمر طبيعي، وليس خجلًا.
تعليم الأطفال كيفية التبليغ عن أي استغلال أو تحريض أو محتوى يثيرهم أو يزعجهم داخل اللعبة أو خارجه.
تحديد وقت الاستخدام وتقليل اللعب القائم على التواصل المفتوح أو الانضمام إلى مجموعات مجهولة.
لماذا هذه القصة مهمة لمصر والمنطقة؟
حتى وإن حدثت في العراق، فإن الدروس والعبر منها تصل إلى كل الدول العربية، بما فيها مصر، حيث انتشار الألعاب الإلكترونية والمنصات الرقمية بين الأطفال كبير.
وهي تذكير بخطورة عدم وجود تشريعات كافية أو تنفيذ فعّال للرقابة الرقمية وتحدي “الثغرات الضمنية” التي يستغلها البعض لاستهداف أصحاب الفئات العمرية الصغيرة.
ما كشفته التحقيقات في العراق ليس مجرد حادثة فردية، بل إنذارٌ حقيقي بأن الفضاء الرقمي للأطفال لم يعد آمناً تلقائيًا. حين يُستخدم كأداة للتحريض على العنف أو الانتحار، فإن العواقب تكون مأسوية.
الأهل والمجتمعات بحاجة إلى تكاتف: القوانين، الرقابة، التعليم الرقمي، ومتابعة النشاط، حتى تُحول ألعاب مثل Roblox من خطر محتمل إلى وسيلة ترفيه آمنة.
وإذا كان هناك أطفال أو مراهقون يمرّون بتجربة مشابهة أو تعرّضوا لتجارب مؤذية في الإنترنت — فالمساعدة والدعم ضرورة عاجلة.